حول

المشكلة:

إن النزاع المتواصل في الأراضي المقدسة، الذي لا ينفك يحصد ضحاياه ويخلّف أضراره، خلق في منطقة الشرق الأوسط أجواء عداء وكراهية وحوّل المنطقة إلى مكان هو الأكثر تهديدًا في العالم. هذا العداء كبير للغاية إلى درجة أن كل الجهود المبذولة من أجل وضع حد للنزاع المذكور عن طريق إقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، ليس فقط أنها لن تؤدي إلى حل القضية، بل إنها ستعجل افتتاح الجولة التالية لأعمال العنف. وحتى لو أقيمت دولة فلسطينية في حدود 67 بأكملها، فإن هذه الدولة لن تستطيع العيش بقواها الذاتية، ناهيك عن أن معظم الفصائل الفلسطينية تنظر إلى قيام دولة في حدود كهذه كحل مؤقت ليس إلا. هذه الفصائل لن تتنازل بتاتًا عن الحلم في السيطرة على كل فلسطين من البحر إلى النهر. كما أن التسلح الإيراني المكثف، وتدفقه إلى حزب الله، وكذلك الانسحاب الأمريكي المتوقع من العراق، سيشجع هذا التوجه ويدعمه. وبعد أن ضربت حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله مثلا للجميع حول حجم الضرر الكبير الذي يمكن أن تسببه حرب في القرن الحادي والعشرين لكل المشاركين فيها، لا بد من الاستخلاص أن الحل المصطنع المتمثل في دولتين غربي الأردن هو بمثابة وصفة لعدم الاستقرار ولمخاطر كبيرة جدًا.

الحل – الارتباط:

وفي ضوء ذلك وحيال عدم وجود أمل في حل دولتين لشعبين، فإن الحل المطلوب لمشكلة أرض إسرائيل هو عودة الفلسطينيين لشعب إسرائيل- ارتباط سلام بين الفلسطينيين واليهود في أرض إسرائيل الغربية وقيام دولة واحدة لقومية واحدة. هذا حل عادل وأخلاقي، سينفذ من خلال اعتراف واختيار حر ويمكنه أن يحرر الفلسطينيين واليهود، على حد سواء، من كارثة النزاع في الشرق الأوسط.

ما هو الارتباط؟

الارتباط يقترح على اليهود والفلسطينيين على حد سواء، عملية تغيير وجداني: على الأطراف أن تفهم أنه في الوقت الذي عاش فيه اليهود 2000 سنة في المهجر وحافظوا على وعي القومية والوطن عن طريق تشبثهم بدينهم، تشبث معظم الفلسطينيين، الذين انتسب آباؤهم إلى شعب إسرائيل، بأرض الوطن دون هوادة، ولكن في أعقاب إكراههم على اعتناق ديانات غريبة من قبل المحتلين الغرباء، فقدوا هويتهم القومية الحقيقية.

كيف يكون الارتباط؟

دون إكراه ديني يحصل الفلسطينيون الذين يرغبون في ذلك على تأهيل نحو اندماجهم مجددًا بشعب إسرائيل. يشمل التأهيل اللغة العبرية، الثقافة العبرية، تاريخ أرض إسرائيل وشعب إسرائيل، التوراة ومعرفة التقاليد اليهودية. التأهيل يسهم، من جهة، في تقريب القلوب وتغيير نظرة الفلسطينيين تجاه إخوتهم اليهود ويفسح المجال، من الجهة الثانية، للفلسطينيين بأن يكونوا مواطنين متساوين في دولة إسرائيل الموسعة. ينفذ التأهيل تدريجيًا، بأسلوب مكثف، بحجم عشرات آلاف المشاركين في السنة. من الناحية الدينية هنالك تقارب كبير بين اليهودية والإسلام ولا مبرر لاستمرار النزاع بسبب الاختلاف بينهما. كما أن القيام بتنظيم حوار بين الأديان في الأرض المقدسة سيسهم في تهدئة التوتر في العالم. أما الفلسطينيون الذين لا يرغبون في الارتباط فيحصلون على مكانة مقيم، مثل سكان القدس الشرقية وحاملي البطاقة الخضراء في الولايات المتحدة.

بالمقابل، يحصل اليهود على تأهيل لمعرفة العملية التاريخية التي تم في إطارها فصل إخوتهم الفلسطينيين عنهم، ومعرفة ثقافتهم، كي يستطيعوا تقبلهم كمواطنين متساوين في إطار قومي واحد. وبذلك يتحول تأهيل القلوب لبوتقة صهر تكتل سكان البلاد.

أفضلية الارتباط:

يتحرر الفلسطينيون واليهود من كارثة النزاع الدموي ويوجهون كل طاقاتهم باتجاه بنّاء، وبمساعدة بقية العالم، الذي سيتجند للمساعدة في حل النزاع الذي يشكل مركز الإرهاب العالمي، تتحول دولة إسرائيل إلى مركز ازدهار ورخاء غير مسبوق لكل سكانها. إنهاء النزاع سيمكّن اليمين واليسار في إسرائيل، اللذين يدور الخلاف بينهما بالأساس حول موضوع حل النزاع، من الاندماج والمساهمة في استقرار السلطة.

السلام في الشرق الأوسط يفسح المجال بشكل تدريجي أمام إقامة سوق مشتركة بين البلدان العربية وإسرائيل. وفي هذا الإطار يتم استغلال الموارد وقوة العمل وحجم الأسواق العربية، من جهة، ومن الجهة الثانية، يتم توظيف المهارة التكنولوجية الإسرائيلية في سبيل ذلك. ويحتل الفلسطينيون المضطلعون بثقافة الطرفين مكانًا مركزيًا في التطور الاقتصادي للمنطقة.

للإطلاع على معلومات موسعة أكثر يمكنك هنا أن تقرأ كتيّب الارتباط أو تنزيل كتيّب الارتباطإلى الحاسوب. للتعمق في المعرفة، سواء في موضوع الجذور أو موضوع الحل، يمكنك أن تطلب كتاب لا يرفع أخ على أخ سيفا.

الكتاب- لا يرفع أخ على أخ سيفا يفصل نتائج بحث شامل عن تاريخ أرض إسرائيل في الألفي سنة الأخيرة من زاوية النظر الديمغرافية. وخلافًا للاعتقاد السائد، الذي لا يستند إلى أي أساس من الحقائق، بأن كل يهود أرض إسرائيل تقريبًا تركوا بلادهم، يستعرض الكتاب الحكم الجائر الذي صدر في سنة 1012، باسم الخليفة الفاطمي الحاكم، كنقطة انطلاق للوضع الذي نتج في أرض إسرائيل.

حتى تلك السنة، شكل المسيحيون، الذين لم ينتموا لشعب إسرائيل، أغلبية كبرى بين سكان أرض إسرائيل. وبموجب الحكم المذكور كان على كل من لا يعتنق الإسلام أن يغادر البلاد. وبعد أن غادر معظم المسيحيين، عاد شعب إسرائيل ليكون أغلبية في بلاده لكنه اضطر إلى اعتناق الإسلام ظاهريًا، بينما استمر أبناؤه في أداء فرائض دينهم الأصلي داخل بيوتهم. وفي أعقاب تغيير اسم البلاد، من قبل قيصر روماني، من يهودا لفلسطين، يسمى اليوم هؤلاء المكرهون من شعب إسرائيل- الذين فقدوا هويتهم الأصلية- فلسطينيين.